الثلاثاء، 24 مارس 2009

في انتظار الثغرة




نبتدي منين الحكايه

في الفتره الأخيرة بقيت احس اني غاوي اختلاف في كل المناقشات
بقيت احس ده في معظم تصرفاتي مع كل الناس اللي حواليا
مش عارف ليه اثناءالحوار دايما بدورعلي ثغرة ممكن من خلالها اشكك في وجهة نظراللي بيكلمني
وعلي الرغم من احساسي ده الا اني في نفس ذات الوقت عندي احساس اني صح
وهجيبلكم بعض الحجات اللي علقت معايا
عندك مثلا

في مناقشه بين اصحابي مجموعه منهم مع الحكومه وشايفه الدنيا حلوه وزبادي ف الخلاط واننا والحمد لله عايشين احسن من غيرنا كتيرودول طبعا بيعترضوا علي السفر وبيقولوا ( ان عويل بلاده عويل بلاد الناس )
ومجموعه تانيه بتقول ان الدنيا ضلمه والبلد من سئ لأسوأ
طبعا كنت مختلف مع الكل وقلت بلاش الكلام المرسل عشان مصر فيها حجات حلوه زي الدعم في التموين واشتراكات السكه الحديد والعيش والتأمين الصحي ونفقة الدولة وطبعا ده عجب اصحاب الرأي الاول ولقيت اصحاب الرأي التاني بيقولولي عيش ايه دا عيش بمسامير ميتاكلش , اللي موفرين لنا الدعم مبياكلوش منه وسكك حديد ايه شوف عربية القطر الواحده بيبقي جواها مليون والناس زي الطماطم في الصلصه والتأمين الصحي ونفقة الدولة مفيهمش الادوية الغالية والرعاية الصحية زي الزفت .
لقيتني باخد منهم طرف الحوار واختلفت مع المجموعه الاولي وقلت فعلا البلد زحمه وتخنق والتعليم المجاني مبقاش مجاني وازاي يطلع مبدعين في فصل جواه سبعين والشغل ازاي في وجود الواسطه والرشاوي ولقيتني اتفتحت في سيل من المشاكل مع اني اصلا مبحبش اتكلم في المشاكل معدومة الحل زي دي .

وكمان مشكلة تانيه بتاعة المعاكسات والتحرش ومين السبب فيها
ناس تقول ان البنات لبسهم فاضح وهما السبب هتلاقي واحد يرد بانفعال انتو ليه ظالمين البنات انا مره شفت بنت منقبه اتعمل فيها كذا وكذا والشباب اصلا مش متربيين ومقضيينها كليبات ونت
يقول الأول وليه البنت متلبسش كويس وربنا يهديها يقوله التاني وانت ليه متغضش بصرك وربنا يهديك

وهنابقي ييجي دوري وانا قاعد اسمع الحوار بدور زي مانتو فاهمين ع الثغره
وابدأ كلامي وانا راسي كده واقول انتوا عارفين المشكله فين
المشكلة ان المجتمع بالكامل عايز يتعالج نفسيا
الشباب وبحثهم عن مبرر للي بيعملوه من انهم مش قادرين يتجوزوا والبنات بقت مستفزة
هقولهم ربنا بدأ بالرجال فقال تعالي (قل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم ..)
والاية اللي بعدها كانت للنساء ( وقل للمؤمنات يغضضن من ابصارهن ...)
وكمان لو مش قادر تتجوز سيدنا محمد محطش حلول تانيه قال (... فمن لم يستطع فعليه بالصوم ...)
بمعني انه محصلش اباحه لاي شيء من الحجات الغلط اللي بتحصل الايام دي

والبنات كمان عليهم دور كبير انا عارف ان البنات بتقول انا حره وربنا هو اللي هيحاسبني
انا متفق معاكي , لكن من باب الامر بالمعروف والنهي عن المنكرعايزك تعرفي انك كده سايبه فريضه ربنا امرك بيها عايزين نرتقي بالمجتمع وايدينا ف ايدين بعض

ولي الامر سواء كان اب أو أم اوأياً كان مفروض يكون في رقابه بحدود علي الولاد والبنات
ومتابعه للتصرفات وملاحظة الحجات الغريبة ومينفعش ولي أمر يقعد جنب ولاده ويتفرجوا علي مسلسل فاضي او فيلم فاضح ونتكلم بعد كده علي مشاكل التحرش
وبالشكل ده الاسرة اصبحت نوعاً ما افضل وبالتالي مجتمع افضل وكيان متكامل افضل

ده كان رأيي طبعا اختلافات بالهبل مع الكل واصوات عاليه وانا في انتظار الثغرة وأول لما الاقيها ابدأ بقي في الكلام والقاء النظريات
بس مش دي المشكلة , المشكلة اني وانا معاهم مكنتش مركز في الحوار اد ماكنت مركز مع نفسي انا ليه بختلف معاهم كده انا ليه بدور علي الثغرة اللي في كلام كل اللي بيكلموني

أوقات بزعل من نفسي بحس انها ابداء رأي واعجاب بنفسي اكتر من كونها نصيحه
حاجه تزعل بجد
لكن انا لازلت
في انتظار الثغرة



د / ابراهيم ابوالمجد


الخميس، 5 فبراير 2009

الإبن العاقـ ( ـل ) بحـــرق الـــلام


مات والدي وانا ولد صغير ولم يكن قد ترك لنا ما يغنينا
ولم يكن لنا اي مصدر دخل سوي معاش والدي الموظف الذي لم يكن يكفي احتياجاتنا
فاشرفت امي علي رعايتي فقد كنت ابنها الوحيد ولما كبرت زادت احتياجاتي
وقد كنت في سن المراهقه وكنت اعمي العينين عن ظروف اهلي
وكل ما يشغلني هو مواكبه أقراني في الملبس وخلافه
اضافه الي احتياجي الي دروس خصوصيه كسائر زملائي
وكان يملؤني احساس ان طلب ذلك هو حق لي
ولما زادت مطالبي اضطرت امي للعمل في البيوت حتي تكسب ما تسد به احتياجاتي
ولكنني مع تجاهلي لامي وللمجهود الذي بذلته معي
كنت متفوقا جدا في دراستي وحينما انهيت تعليمي الجامعي حصلت علي بعثه الي الخارج
فودعتني امي والدموع تملؤ عينيهاوهي تقول
،، انتبه يا ولدي علي نفسك . ولا تقطع عني اخبارك . وارسل لي رسائل حتي اطمئن عليك ،،

اكملت تعليمي بالخارج ثم عدت شخصا اخرأثر الغرب في معتقداتي وسلوكياتي
رأيت في الدين تخلفا ورجعيه واصبحت لا اؤمن الا بالحياه الماديه والعقلانيه والعياذ بالله
ثم تحصلت علي وظيفه عاليه واختارت لي امي زوجه متدينه علي خلق ولكني لم ارض بها علي الاطلاق
وتزوجت من فتاه غنيه جميله لانني كنت احلم بالحياه الارستقراطيه
ثم سكنت انا وزوجتي وامي في شقه فاخره وقد اشترطت سكن امي معنا في البدايه كنوع من رد الجميل
والغريب انه بجهل مني كنت احس انني أمنّ عليها حينما اسكنها معي
ومرت الايام تعلقت بزوجتي جدا وكنت لااطيق غضبها وكنت افعل كل مايرضيها
وبعد سته اشهر بدأت زوجتي تكيد المكائد لامي حتي جعلتني حينما اري امي اتخيلها تصطنع الطيبه
ووصلت الي درجه انني وزوجتي كنا نتغامز ونتلامز علي هذه السيده الطيبه
وفي احد الايام دخلت البيت فإذا بزوجتي تبكي بكاء شديدا .سألتها ما حدث
قالت ان علي ان اختار اما هي او امي بالبيت

اعلم جيدا انه اي شخص عاقل بالطبع لن يزكي علي امه ولن يفضل احد عليها
ولكن يؤسفني القول بأنني غير عاقل بل انا عاقل بدون لام
( عاق)

تصيدت لامي الاخطاء ووصل بي الامر للتلميح بنقص النقود امامها في اتهامات معلنه احيانا بانها من فعل ذلك
كنت احس بها تتألم من اتهاماتي لكن كلام زوجتي كان يزيد قساوه قلبي
خرجت امي باكيه دموعها بعينيها ثم قالت لي
,, اسعدك الله يا ولدي ,,
واستطاعت الشيطانه التي اعيش معها بمكرها وجهلي ان تأخذني من هذه الام الفاضله
انقطعت اخبار امي فتره من الزمن اصبت خلال هذه الفتره بمرض خبيث دخلت علي اثره المستشفي
ولا يخفي علي احد قلب الام واحساسها بولدها فقد كانت تعرف اخباري وتسأل عني دون علمي
ولما علمت ذلك الخبر جائت المستشفي لتزورني وقد كانت زوجتي عندي فقامت بطردها قبل دخولها علي
وقالت لها
,,ابنك ليس هنا ماذا تريدين منا اذهبي من حيث اتيت ,,
عادت امي وقلبها يتمزق من الاسي حزنا علي ولدها وعلي عجزها في الوصول اليه ورؤيته
ثم سائت حالتي النفسيه جداًََُ فقد فقدت وظيفتي وشقتي وتراكمت علي الديون
وهذا بسبب زوجتي فقد كانت ترهقني بطلباتهاوفي اخر المطاف كان رد الجميل من زوجتي فقالت
,,ما دمت قد فقدت وظيفتك ومالك ولم يعد لك مكانه في المجتمع فلماذا ابقي معك
اني اعلنها لك صريحه انا لا اريدك.... طلقني
,,

كان هذا الخبر بمثابه صاعقه نزلت من السماء فوق رأسي فاستيقظت من السبات الذي كنت فيه
طلقتها ثلاثا ثم خرجت اهيم علي وجهيي باحثا عن امي وبعد مرار لاقيته في البحث عنها
وجدتها ولكن اين وجدتها...
وجدتها في احد ديار المسنين قد ذهب بها الي هناك احد اهل الخير
كانت هناك تنتظر الصدقات من المحسنين دخلت عليها لاجدها قد اجهدها البكاء
فقد بدت شاحبه وما ان رايتها حتي القيت نفسي عند قدميها وبكيت بكاء مريرا وشاركتني البكاء
ارتميت باحضانها وبقيت كذلك نحو الساعه فقد افتقدت حضن أمي وضمة صدرها كثيرا
بعد ذلك اخذتها الي البيت وتعهدت علي تفسي ان اكون طائعا لها
وقبل ذلك اكون طائعا لاوامر الله مجتنبا نواهيه
وها انا الان اعيش مع امي حفظها الله بعد ان اتم الله شفاؤه علي بفضله تعالي ثم بفضل دعائها
وقد تسلمت وظيفه جديدة نظرا للخبرة والمؤهل وها أنا ذا ابدأ بسداد ديوني
راجيأٌ الله تعالي ان يوفقني في ذلك واساله ان يديم علينا الصحه والعافيه....


بقلم / د - إبراهيم ابو المجد

تم النشر في مجلة كلية الصيدلة
جامعة الأزهر